أشجار المنطقة العربية السياسية باتت مثمرة والأغصان قد مالت من ثقل حمولتها، لكن الأنظمة ممتنعة عن قطف الثمار لأنها تُحجم عن النظر إلى الأعلى واعتادت النظر إلى الأسفل.

في دولة مثقلة بالديون وعاجزة في ميدان التجارة الخارجية، مثل مصر، فإن ثمة فائدة كبرى من شيوع ثقافة المقاطعة للمنتجات الغربية، وهي أنها تمنح فرصة أكبر للمُنتَج المحلي لكي ينتشر.

عندما فرّ المستوطنون من شمال الأراضي المحتلة على وقع صواريخ "حزب الله" كانت وجهتهم إلى الجنوب أي إلى "إيلات" لقضاء وقت آمن في فنادقها وملاهيها، هنا كانت صواريخ "أنصار الله" بانتظارهم.

المنظور الإسرائيلي إلى دور الإعلام، والذي أدى إلى حجب أحد منابره في نهاية المطاف، لم يُثر حفيظة أي من العواصم الغربية التي تقدّم دعماً سخياً لـ"تل أبيب".

تبدو الإدارة المصرية كأنها متورطة في الصراع القائم رغماً عنها، وأنها كانت تريد النأي بنفسها عن كل ما يجري خارج الحدود، ثمّ التركيز على المشكلات الاقتصادية.

يدرك كل المتابعين للشأن الفلسطيني اليوم أنّ من يرغب في التقليل من حجم إنجاز عملية "طوفان الأقصى" عبر الحديث عن مأساة أهالي غزة، سينتهي به الحال إلى دائرة النسيان، ولن يجد له مكاناً تحت الشمس عمّا قريب.

يعترف الإعلام العبري ذاته بأن "المجتمع" الإسرائيلي كان متعطشاً إلى الانتقام، بصورة جنونية وغير مسبوقة، وكان يُحصي خلف الآلة الإعلامية العسكرية عدد القتلى في غزة.

عدة أسئلة طرحتها وسائل الإعلام الغربية منذ صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لكن ثمة سؤال بارز بقي من دون إجابة: كيف تمسّك المواطنون العرب بكل تلك المشاعر الرافضة لـ"إسرائيل" والمؤيدة للمقاومة؟

الحديث الدائر اليوم بين المصريين، يدور حول كيفية مساندة المقاومة الفلسطينية في معركتها، وما الذي يمكن أن يقدمه مرشحو الرئاسة إلى قضية العرب المركزية؟

دأبت وسائل الإعلام المصرية طوال العقود الماضية على الاحتفاء بذكرى نصر أكتوبر، إذ تبث القنوات عدداً من المسلسلات التي أنتجها التلفزيون المصري، وتستعرض جانباً من العمليات المخابراتية التي جرت في سياق الحرب.